يهل الربيع ومعه عيد الحصاد للحبة الذهبية التى ما زالت تقف مصر عاجزة أمام الاكتفاء منها، فالقمح هو أزمة مصر الكبرى لإشباع بطون أكثر من 105 ملايين نسمة، يستهلكون سنويا أكثر من 20 مليون طنا من القمح لتتربع مصر على عرش أعلى المستهلكين والمستوردين أيضًا فى العالم.

ومع بداية الحصاد تدور نفس الأسئلة حول الاكتفاء الذاتى وخفض فاتورة الاستيراد، لكن يبدو الأمل بعيدا نوعًا ما، مع تراجع مساحات القمح خلال الموسم الحالى إلى قرابة 3.2 مليون فدان من إجمالى مستهدف أعلنت عنه وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى قبل بداية موسم الزراعة فى نوفمبر الماضى بلغ 3.8 مليون فدان، وهو أكثر من الرقم الفعلى الذى تم زراعته الموسم الماضى 3.2 مليون فدان، مما يشير إلى عدم قدرة الحكومة على إقناع المزارعين بزيادة المساحات المزروعة الموسم الجارى، وهو ما ينذر بزيادة فاتورة الاستيراد فى ظل أزمة دولارية طاحنة بدأت عقدتها تنحل خلال الشهور الماضى بفضل جهود الدولة المصرية لزيادة التدفقات الدولارية والاستثمارات المباشرة إلى السوق المصرى.

ورغم أن الدولة زادت سعر استلام أردب القمح هذا العام إلى 2000 جنيه، للنقاوة 23.5، و1950 جنيهًا للنقاوة 23، و1900 جنيهًا للنقاوة 22.5، الا أن بعض المزارعين يرون أن السعر لا يغطى المصاريف بسبب ارتفاع أسعار المبيدات والأسمدة والعمالة، بالإضافة الى مشاكل الرى وكلها أمور تؤدى الى ارتفاع تكلفة زراعة القمح على الفلاحين.

مصر بوست تكشف فى هذا الملف تفاصيل استعدادات المحافظات لموسم حصاد القمح وآراء الفلاحين فى سعر التوريد وأبرز معوقات زراعة الذهب الأصفر فى مصر.

يشهد محصول القمح بمحافظة القليوبية، رواجا كبيرا بالمحافظة، حيث زادت المساحة المزروعة فى المحافظة مقارنة بالعام الماضى، بالإضافة إلى رضا المزارعين عن الثمن الذى حددته الحكومة وهو 2000 جنيه للإردب، بقيت الشكاوى المختلفة من الوسطاء الذين يأخذونه من الفلاحين ويوردونه إلى الصوامع والشون، حيث يحصلون على أكثر من 100 جنيه سمسرة من المزارع دون تدخل الحكومة.

أوضح سالم فكرى، مزارع بمركز طوخ، أن محصول القمح هو محصول لا يصرف كثيرًا فى الزراعة، مجرد زرع البذرة وبعدها يتم وضع السماد فى الأرض مرة واحدة، موضحا أن السعر مقارنة بالعام الماضى ارتفع إلى 2000 جنيه، وهو أمر جيد.

وأضاف فكرى أن المشكلة فى الوسطاء من التجار الذين يجمعون المحصول من المزارع من الأرض ويقومون بتوريده إلى الشون والصوامع بأسعار 1900 جنيه و1800جنيه حسب المكان، وهو أمر لا يتم التحكم فيه، وهو ما يحتاج وقفة حقيقية من الحكومة.

قال المهندس رجب شحات، وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية، إن إجمالى المساحة المزروعة من محصول القمح بمحافظة القليوبية حوالى 39 ألفا، والمتوقع توريده 51 ألف طن للفدان، مشيرا إلى أن التوريد يسير على قدم وساق بالمراكز المختلفة، مشيرا إلى أن المراكز الأعلى بنها وطوخ.

من جانبه أكد عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية أن إجمالى ما تم حصاده حتى الآن على مستوى المحافظة قد بلغ 10000 فدان قمح، وأن إجمالى ما تم توريده حتى الآن بلغ 110.086 طن، مُشيرًا إلى أن هناك متابعات يومية ومستمرة على أرض الواقع للاطمئنان على انتظام عملية التوريد وتقديم الدعم والتسهيلات اللازمة أمام المزارعين، وذلك حتى الانتهاء من موسم الحصاد لتحقيق المُستهدف تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية فى هذا الشأن، لافتًا إلى أن عملية التوريد تُعد بمنزلة مهمة قومية، مؤكدًا أنه لن يسمح بأى تهاون أو تقصير فى عملية التوريد.

وطالب المحافظ جموع المزارعين بالالتزام بتوريد القمح للصوامع والشون المخصصة حفاظًا على الصالح العام، مجددًا التأكيد بأن الدولة تولى اهتمامًا بالغًا بعملية توريد الأقماح، وأنها لا تدخر جهدًا فى تقديم الدعم والتسهيلات اللازمة للمزارعين بهدف تحسين المستوى المعيشى والاقتصادى لهم.

يذكر أن القمح المحلى المورد لهذا العام يتم صرف مُستحقات المُزارعين حسب نسبة النقاوة، وأسعار التوريد 2000 جنيه لإردب القمح درجة 23 ونصف، و1950 جنيها لإردب القمح درجة 23 و1900جنيه لإردب القمح درجة 22 ونصف، وتصرف مستحقات المزارعين فى مدة أقصاها ٤٨ ساعة.

وأضاف أن هناك لجنة من مديرى مديريات التموين والزراعة للمتابعة والمراقبة اليومية لعمليات استلام محصول القمح وفحصه من قبل اللجان المختصة بذلك على مستوى المحافظة، والعمل بنظام الورديات صباحًا ومساءً فى متابعة آخر مستجدات عمليات التوريد لضمان توريد أكبر كمية من المحصول مع التأكد من مطابقته لكافة الاشتراطات والضوابط اللازمة لعملية التخزين، بالإضافة إلى ضرورة تضافر كافة الجهود للحفاظ على مُكتسبات الدولة والأمن الغذائى لها، لافتًا إلى استمرار متابعته مع مسئولى التموين والجهات المعنية لإجراءات التوريد لإحكام السيطرة والرقابة على منظومة التوريد وتذليل العقبات التى تواجه اللجان وتقديم كافة التسهيلات والتيسيرات اللازمة.

أكد المحافظ على أهمية تأمين الصوامع والشون التى يتم تخزين الأقماح بها بخدمات أمنية وعمل دوريات مرورية لتنظيم حركة دخول وخروج السيارات المحملة بالقمح من وإلى الصوامع والشون، ووجه بضرورة التأكد من صلاحية كافة الصوامع والشون وأماكن التخزين لاستلام محصول القمح من الموردين، والمحافظة عليه طبقًا للشروط والمواصفات المعتمدة من وزارة التموين وتكون هذه الجهات مسئولة مسئولية كاملة عن الكميات التى تقوم بتسويقها، مضيفا أنه فى حال خروج أى كميات من القمح خارج المحافظة يتم ذلك من خلال تصريح معتمد من إدارة التموين المختصة ويكون التصريح مدون به الجهة المتعاقد معها، وذلك لمدة 24 ساعة فقط.

أعلن عيد عبد الله أبو زيد وكيل وزارة التموين والتجارة الداخلية بالقليوبية، انتظام عملية توريد محصول القمح لصوامع وشون وبناكر القليوبية، وذلك مع انطلاق بدء موسم الحصاد الزراعى للأقماح بنطاق المحافظة، مشيرا إلى أن إجمالى ما تم توريده حتى الآن بلغ 1765 طنا و899 كيلوجراما من القمح للصوامع والشون والبناكر.